الجمعة، 23 يناير 2015

سلطان العذل ... الذي يدير عدة شركات و هو مشلول !!




كلما شاهدت عالم الفيزياء النظرية المرموق البريطاني، ستيفن هوكينج (68 عاماً)، وهو يحاضر بعينيه، تخنقني العبرة وتحتشد الدموع خلف أحداقي

وأسأل نفسي لماذا لا يعيش بين ظهرانينا إنسان بطموحه وقدرته على إبادة اليأس؟ لماذا ليس لدينا شخص يلاحق أحلامه الغفيرة بكرسي متحرك؟ فستيفن المصاب بالتصلب الضموري العضلي الجانبي المعروف بـ ((ALS، الذي خدر كل عضلاته وشل حركته، ولم يعد بوسعه التعبير إلا عن طريق عينيه، استطاع أن يملأ الغرب بالأمل. أشعل جذوة الحياة في نفوس الكثير من المرضى والأصحاء عبر مؤلفاته ونظرياته ومحاضراته وسيرته.

اكتشفتُ أخيرا أنني كنت مخطئا. فلدينا من يشبه هوكينج. من لديه قصة معاصرة تستحق أن تروى في مدارسنا، وفي جامعاتنا، وفي منازلنا، لكن للأسف لم يسلط الضوء عليها، لم تقدم لنا لنتناولها بدلا من أطباق القصص المستوردة المعلبة التي لا تقيم الأود.

إنها قصة المهندس سلطان محمد صالح العذل (50 عاما)، المصاب بنفس مرض هوكينج. المرض الذي عطل عضلاته، لكن لم يكبح طموحاته. فسلطان الذي تخرج متفوقا في الهندسة الكهربائية من جامعة بورتلاند بأمريكا عام 1980 يمتلك قصة نجاح تهز الوجدان وتحرك الأبدان، فعندما ابتلاه الله بالمرض شابا في عام 1997 وهو في مقتبل حياته العملية في القطاع الخاص لم يقنط من رحمته سبحانه وتعالى. استقبل الخطب الجلل برباطة جأش وثبات. لم يستكن للألم أو يرضخ للحزن أو ينتظر الموت ليسحبه من فراشه.

 أكمل مشواره الذي بدأه قبل مرضه بتأسيس شركة سمسا / فيديكس للشحن السريع ..كأن شيئا لم يكن. استطاع أن يتكيف مع ظروفه الجديدة متسلحا بإرادة حديدية تحطم الصعاب. فقد أصبحت اليوم شركته تغطي أكثر من 210 مدن وقرى في المملكة وتمتلك 105 أفرع. يقول لي ابنه الشاب نايف، مدير الشركة التنفيذي، إن والده خلف النجاح الهائل الذي تعيشه الشركة بفضل متابعته وأفكاره. فوالده سلطان يعمل ساعات طويلة يوميا، ويشرف على كل صغيرة وكبيرة، ولا يتمتع بأي إجازة سنوية. فمتعته الحقيقية تكمن في توسع شركته ونموها. واستشهد نايف بالجهد الوافر الذي بذله والده خلال الأزمة المالية العالمية الأخيرة، والذي مكن الشركة من تحقيق نمو لافت في أرباحها على عكس شركات عدة تكبدت خسائر بالجملة.

لم يكتف المهندس سلطان العذل بالنجاح الكبير الذي حققه في مجال الشحن السريع في المملكة ،إذ أسس نحو سبع شركات أخرى في مجالات مختلفة يشبع من خلالها نهمه وطموحه الذي لا ينتهي.

عدم قدرة العذل على الكلام واحتضان القلم أو العزف على كيبورد الكمبيوتر لم يحرمه من ممارسه شغفه بالبحث والكتابة، فقد أنفق العذل الكثير من وقته وماله باحثا ومستكشفا. ألف أخيرا كتابا يتناول أسرته وتجربته وزعه على أقربائه. يصفه الأستاذ محمد الفريح، مدير النشر المتخصص في شركة العبيكان، وهو يحمله بكلتا يديه: “إنه ليس ثقيلا حجما فحسب، بل قيمة أيضا”.

كتب العذل 2000 صفحة بعينيه عبر لوحة خاصة للمصابين بـ ALS. زرع كل حرف ببصره، وبقلبه، فيما بعضنا يعجز عن كتابة سطرين لأمه أو من يحب! إن أكثر ما يدهشك في سلطان العذل هو الحبور الذي يعلو ملامحه. فهو يؤمن أن من يزرع البسمة في وجهه، يحصد السعادة في قلوب الناس. هذه البهجة التي تقود العذل رغم معاناته نأمل أن تتفاقم في مجتمعنا الذي يسوده التشاؤم. أن يقطفها أطفالنا من مناهجنا ومكتباتنا وشاشاتنا ليعم التفاؤل الذي ينشده أي غيور على الوطن. فنحن بأمس الحاجة إلى أمثلة نقتفي أثرها.

تعزز أحلامنا وتجفف منابع يأسنا. لو نبت العذل في أرض أخرى لتصدرت صوره أغلفة المجلات والقنوات، لكن للأسف نسيناه وانشغلنا بلاعب نزق وجمل نفق! قصة نجاح العذل ومن على شاكلته من الصابرين المبدعين يجب أن تنتشر.. تتغلغل في أعماقنا. أن ترافقنا أينما ذهبنا. تسافر معنا في أحشائنا حتى لا نتقاعس أو ننتحب عندما نصاب برشح أو صداع أو جزع.. عندما تجرحنا سكين أو خيانة.

طموحاتنا يجب ألا تموت أو تتهشم مهما تعرضنا لهزات وإحباطات. مهما تعرضنا لأمراض أو ابتلاءات. فكما يقول نابليون بونابرت:”إنك بالإبرة تستطيع أن تحفر بئرا”. فمن يستطيع أن يتنفس بوسعه أن ينال أحلامه مهما كانت حدة آلامه، ولنا في كفاح العذل عبرة يا أولي الألباب.







بقلم عبدالله المغلوث

هناك 7 تعليقات:

  1. أشكرك على المقالة

    ردحذف
  2. ذكرتني بقصة نجاح مؤسس آبل

    ردحذف
  3. فعل السبب هو أول خطوات النجاح

    ردحذف
  4. اتمنى تكتب لنا المزيد من التدوينات

    ردحذف
  5. أنا تارا عمر ، أعيش حاليًا في بيلاروسيا. أنا أرملة في الوقت الحالي ولدي أربعة أطفال ، وقد كنت عالقًا في وضع مالي بسبب جائحة عالمي وكنت بحاجة إلى إعادة تمويل ودفع فواتيري. حاولت البحث عن قروض من مختلف شركات الإقراض الخاصة والشركات ولكن لم تنجح أبدًا ، ورفضت معظم البنوك ائتماني. ولكن كما شاء الله ، تعرفت على رجل الله موظف قرض يعمل مع مجموعة من المستثمرين الراغبين في تمويل أي مشروع بمعدل 2٪ في المقابل منحني السيد بنيامين لي قرضًا بقيمة 150.000.00 دولارًا أمريكيًا و اليوم أنا صاحب عمل وأولادي في حالة جيدة في الوقت الحالي ، إذا كان يجب عليك الاتصال بأي شركة فيما يتعلق بتأمين قرض دون ضغوط ، ولا فحص ائتماني ، ولا يوجد موقّع مشارك مع معدل فائدة 2 ٪ فقط وخطط وجدول سداد أفضل ، يرجى الاتصال بالسيدة بنيامين لي (247officedept@gmail.com). إنه لا يعرف أنني أفعل ذلك ، لكنني سعيد جدًا الآن وقررت السماح للناس بمعرفة المزيد عنه وأريد أيضًا أن يباركه الله أكثر. يمكنك الاتصال به من خلال تطبيق whats: + 1-989-394-3740. .

    ردحذف