الجمعة، 23 يناير 2015

ماذا صنعت هذه الفتاة السعودية حتى أدهشت الجميع ؟!



نشأت الشابة، مجد أحمد حاسن (16 عاما) وهي تشاهد زوج خالتها المصاب بالرعاش وهو يسكب كوب قهوته على الأرض كلما أمسك الكوب إثر ارتعاشه الذي لا يجعله يسيطر على أطرافه جيداً.

ظلت مجد، الطالبة في مدارس سعد للمرحلة الثانوية بالخبر، تفكر طويلا في حل يساعد زوج خالتها على شرب قهوته المفضلة دون أن تندلق عليه وتحبطه وتحزنها.

 بحثت في الإنترنت فلم تعثر على شيء مناسب. رأت أنه لا خيار أمامها سوى اختراع كوب بنفسها يمنع السائل من الانسكاب عندما يمسكه المصاب بالرعاش.

أجرت تجارب عدة حتى وصلت إلى فكرة تتجسد في وضع كوب داخل الكوب وبينهما نوابض “زنبرك” تمتص الاهتزازات وتمنع السائل من التطاير. استوحت الفكرة من طريقة عمل النوابض، التي تفصل إطارات السيارة عن هيكلها وتحول دون اهتزاز المركبة مع حركة السيارة.

نالت الفكرة استحسان أساتذتها والقائمين على المسابقات، التي شاركت فيها مجد بسخاء، لكنها واجهت مشكلة في كيفية تحويل هذه الفكرة الواعدة، التي تقدمت ببراءة اختراع عليها، إلى نموذج أولي ملموس يصبح في متناول زوج خالتها والمصابين بالرعاش في أنحاء العالم.

شعرت مجد أن الحلم بات يصبح واقعا عندما قرأت تغريدة في موقع التدوين المصغر “تويتر” تتحدث عن مسابقة أسبوع النمذجة ينظمه فاب لاب الظهران (مختبر تشرف عليه “أرامكو السعودية” مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن)، ويساعد هذا الأسبوع أصحاب الأفكار على تحويل مشاريعهم من نموذج نظري إلى منتج حقيقي له قيمة تجارية وفكرية.

خضعت مجد خلال هذا الأسبوع إلى تدريب مكثف مع زميلاتها وزملائها في مختبر “فاب لاب الظهران” على أيدي مدربين ومدربات عالميين من مختبرات الفاب لاب في الهند وهولندا ومصر والكويت، في سبيل تحويل أفكارهم إلى نماذج أولية قابلة للتطوير.

تمكنت مجد بعد 100 ساعة عمل في المختبر من صنع أول نموذج أولي لفكرتها بيدها. تقول لي مجد وهي تمسك بكوبها الذكي الذي نفذته بنفسها في مختبر “فاب لاب الظهران”،

 بينما ترسم على محياها ابتسامة واسعة: “لقد اقتربت من المجد. سأسعد قريبا زوج خالتي والكثير من المصابين بالرعاش، إن شاء الله”. بعد أن مسك زوج خالتها الكوب الذي صنعته من أجله بيدها كادت أن تطير. جربت مجد أخيرا الإحساس الذي يعيشه أبوها يوميا كونه ضابط طيار لكن دون أن تقود طائرة.

 

كل منا يستطيع تجربة شعور الطيران  عندما نخلص لأفكارنا.

هذه ابنة الـ 16 ربيعا قامت بما عجز عنه الأوائل عندما وضعت هدفا نصب أعينها وآمنت به. الإيمان بقدراتنا يجعلنا نبدع وربما نطير.






بقلم عبدالله المغلوث

هناك 5 تعليقات:

  1. سر النجاح ... ثقة الإنسان بنفسه

    ردحذف
  2. أنت شمساً و النجوم كواكباً ... أعجبني

    ردحذف
  3. اتمنى أن لا تتأخر علينا في التدوين

    ردحذف
  4. فعل السبب هو أول خطوات النجاح

    ردحذف