الجمعة، 23 يناير 2015

فهاد الحمد ... من طالب شهادة المتوسطة إلى وزير للأتصالات و المعلومات !


ولد فهاد بن معتاد الحمد في سكاكا بالجوف، نشأ في ظروف صعبة، تخرج في المرحلة المتوسطة ثم يمّم وجهه شطر الرياض بحثا عن وظيفة يتجاوز بها شظف العيش الذي يحاصره ريب المنون، وقتئذ التحق بمعهد التربية الفنية للمعلمين بالرياض بعد أن سمع عن المقابل المادي، الذي يناله الطالب وهو يدرس، كان حلما أن يتعلم ويأخذ مالا معا.

بعد ثلاث سنوات استيقظ فهاد من حلمه بعد أن تخرج في المعهد بتفوق، عاد إلى مسقط رأسه متسلحا بشهادته، عمل مدرسا في المدرسة نفسها، التي تخرج فيها، بل درّس بعض رفاق فصله الذين لم يكتب لهم تجاوز المرحلة المتوسطة. برز اسم فهاد في المدرسة بعد أشهر قليلة من قدومه إليها إثر حماسته وجديته، عين مساعدا لمديرها الذي تتلمذ على يديه طالبا، لكن رغم كل النجاحات التي حققها فهاد في مدرسته كان يشعر بمرارة، يحس أن هذا المكان ليس مكانه.

عندما أصبح درساً للتربية الفنية



تابع دراسة الثانوية من المنزل، ساورته الشكوك في قدرته على الظفر بهذه الشهادة آنذاك، ولا سيما أنه كان شاهدا على إخفاق البعض وهم منتظمون، فما بالك بغير المنتظمين مثله؟! لم يركن إلى شكوكه، انتصر لعزيمته، حصل على الثانوية العامة “منازل” فارتفع سقف طموحاته، صرخ صوت في أعماقه يدعوه إلى المواصلة، كانت الخيارات محدودة أمامه، لكن توكل على الله وعقد العزم، انضم إلى جامعة الملك عبد العزيز في جدة منتسبا، كانت التحديات أصعب من أن يتخيل، واجه عقبات كثيرة في المواد العلمية، لم يكن هناك إنترنت يبحث في دهاليزه عن شروحات أو تبسيطات أو أستاذ يشرح له، كان يواصل الليل بالنهار كي يجيد حل مسألة واحدة، لم يضيِّع الله مجهوده، تخرج في الجامعة بمرتبة الشرف عام 1979، آمن فهاد حينذاك أنه على الطريق الصحيح، رأى أنه حان الوقت ليكمل دراساته العليا، لكن تبقّى السؤال الأصعب: كيف وهو معلم؟ طرَق أبوابا عديدة في جامعات ومؤسسات حكومية مختلفة دون جدوى. وحده مدير معهد الإدارة الأسبق، محمد الطويل، الذي شرع قلبه وبابه له، نقل خدماته من وزارة المعارف آنذاك إلى معهد الإدارة وابتعث لدراسة الماجستير ولاحقا الدكتوراه من أمريكا، عاد إلى المعهد دكتورا في الفلسفة، تدرج سريعا في المناصب حتى وصل إلى وظيفة نائب مدير المعهد قبل أن يتم اختياره عضوا لمجلس الشورى، ويشغل حاليا الدكتور فهاد وظيفة مساعد رئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة (صدر أمرا ملكيا يوم الأثنين 8 ديسمبر بتعيينه وزيرا للاتصالات وتقنية المعلومات ) .







لا تدع أحدا يهمِّش أو يهشِّم حلمك؛ إن السماء لا تلوّح بقوس الألوان إلا عندما يبلل قمصانها المطر، وكذلك أحلامنا لا تضيء إلا عندما تشرق إرادتنا.


مهما كانت ظروفك ووظيفتك فبوسعك أن تصل إذا أردت ذلك










بقلم عبدالله المغلوث

هناك 5 تعليقات: